كربون نانوي: سلاح جديد من صنع الهند ضد البعوض؟

هدد الضباب الدخاني السام مرة أخرى باجتياح منطقة العاصمة الوطنية في الهند بسبب أن المزارعون في أجزاء من هاريانا والبنجاب بدأوا يحرقون بقايا محاصيلهم .الزراعية، وأيضا زاد انتشار فيروس زيكا وهي أحد أخطر الفيروسات التي انتقلت في البداية عبر القرود وانتشر في آسيا و افريقيا.

إلا أنها في السنوات الأخيرة ظهرت حالات مصابة بالفيروس في عدد من الدول حول العالم مما جعل العلماء يقلقون من أنه قد يتحول إلى وباء عالمي خاصة أنه يقتل قرابة 20% ممن أصيبوا به، ولكن الخطورة هي أن فيروس زيكا أصبحت لديها طفرات جينية

وقد أستطاع أن ينتشر عبر البعوض الذي من الصعب السيطرة عليها ، وإذا أصيبت الحوامل بها فإنه يتسبب إما في اجهاض الجنين أو تشويهها


أما إذا أصيب الانسان البالغ فأعراضه في البداية تبدو كنزلة برد عادية ثم صداع وارتفاع في الحرارة ثم تتطور إلى الآلام في العضلات والمفاصل وتصاب العيون بالاحمرار ثم تظهر بقع على الجلد ويصاب المريض بحالات قيء متكررة.

وينتقل فيروس زيكا عن طريق نوع محدد ومعين من البعوض يدعى Aedes mosquito" (ايديس)" هي نفس البعوضة التي تسبب الإصابة بحمى الضنك وحمى (الشيكونغونيا Chikungunya)، التي تقوم بالتكاثر على مسطح مائي حتى لو كان صغيراً جداً وتلسع الأشخاص خلال ساعات النهار عادةً

وقد ظهرالفيروس في ولاية راجستان بعد أن أصيب بالفعل حوالي 90 شخصًا وأثار قلق المسؤولين الصحيين واقترح حينها فريق بقيادة سابي ساتشي ساركار وهو أستاذ زائر وعالم تقني في المعهد الهندي للعلوم والهندسة (IIEST) في شيببور ، غرب البنغال ، حلًا واحدًا لحل هذه المشاكل المزدوجة.

وقد تم الإبلاغ عن طريقة جديدة (لمكافحة البعوض والضباب الدخاني السام في وقت واحد) في العدد الأخير من مجلة الأمراض المنقولة بواسطة ناقلات الأمراض، حيث أن البعوض الأنثى "Aedes" تضع البيض في المسطحات المائية على طول الطريق وفي أواني الزهور المزخرفة والمزهريات في المنازل أو المكاتب

ولقد أظهر الباحثون في الدراسات المختبرية أن جزيئات الكربون النانوية القابلة للذوبان في الماء، وعند إذابتها في الماء فإنها تمنع تنفس يرقات البعوض ، مما يتسبب في نقص الأوكسجين وفي النهاية تؤدي إلى موتهم.

وحيث إن اليرقات المعرضة لهذه الجسيمات النانوية تفشل في الوصول حتى إلى مرحلة الشرنقة أي خطوة واحدة قبل أن تصبح بعوضة بالغة.

ومن مميزات الكربون النانوي أنها عديم الرائحة وهي بالتالي صديقة للبيئة وغير سامة للإنسان وكما أظهر التقرير أنها غير ضارة بالأسماك والكائنات الحية الأخرى في الماء، حيث قام الباحثون في دراستهم بجمع عدد قليل من يرقات البعوض "Aedes aegypti" من بركة ضحلة بالقرب من معهدهم

وقاموا بتربيتها في حوض مائي يحتوي على wsCNP " فلورسنت" بتركيز ثلاث جرامات صغيرة في الملليمتر الواحد (3 مجم / مل) ووفقاً للتقرير فإن "التصوير الفلوري" لدورة الحياة الكاملة للبعوض كشفت أن اليرقات المعرضة لجسيمات النانو الكربونية قد ماتت حتى قبل بلوغ مرحلة الشرنقة (الخادرة)

حيث عرضت جزيئات النانو خاصية فريدة من نوعها عن طريق ترسبها على مجرى الهواء من اليرقات ويؤدي إلى خنق التنفس مما تسبب في نقص الأكسجين ومن ثم موتها.

استنادا إلى هذه الملاحظات ، يمكن أن نستنتج أن استخدام"wsCNP" غير سام وأيضا آمن لمنع نمو البعوض في الأواني المائية وغيرها من الأماكن الرطبة الحارة حول المباني المنزلية"، وقال ساركار: "يمكن إنتاج هذه الجسيمات النانوية اقتصاديًا والحفاظ عليها بشكل صلب لفترة طويلة ،ويمكن استخدامها عند الحاجة من قبل الناس دون الحاجة إلى رش المبيدات الحشرية الكيميائية ". "بمجرد إضافتها إلى الماء ولكونها غير مضرة قد لا تتطلب الكثير من التجديد".

وقال ساركار إن دراستهم أظهرت بالصدفة حلا لتلوث الهواء على العاصمة الهندية بسبب حرق مخلفات المحاصيل الغير منضبطة في الدول المجاورة. وقال ساركار: "تحت الحرق المتحكم في بقايا المحاصيل يمكن للمرء الحصول على طن من منتجات النانو هذه مع القليل من التعديلات الكيميائية".

يمكن توزيع هذا المسحوق الكربوني القائم على الكربون الذي تم الحصول عليه، على الناس للتطبيق على أي بقعة مائية مشتبه بها بالقرب من المنازل والمكاتب والمدارس". لكن بعض الخبراء يشككون في الاعتماد على الكربون النانوي كسلاح ضد البعوض.

وقال بايالورال راجاجوبالان ، المدير السابق لمركز بحوث مكافحة ناقلات الأمراض التابع لوزارة الصحة في بودوتشيري ، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "هذا سيعمل فقط في (طبق بتري)" وهي عبارة عن وعاء مسطح دائري الشكل وشفاف مع غطاء، يصنع من الزجاج أو من اللدائن وأضاف: "لكن ليس في الطبيعة".